اهو قدامي وشك مفهوش حاجة... بس مش جديدة ما إنت من زمان يعني من قبل ما تتجوزي مكنتيش بتحبي تحطي حاجة على وشك...يا دوب بتغسليه و تنزلي بيه على طول كده. كاميليا بتنهيدةعشان زمان مكانش عندي ثمن قلم كحل... بس دلوقتي الحمد لله التسريحة مليانة.. هبة طيب مش قلقانة يشوفك و إنت عاملة روج هنا.... كاميليا بتذمر وحيشوفني إزاي لو طلبني حبقى امسحه قبل ما اروحله.... هبة بعدم إقتناع و هي تنهض من مكانها طيب حروح اجيب شنطتي و اجيلك... تراجعت كاميليا بظهرها على الكرسي و هي تراقب خروج هبة بأعين ناعسة قبل أن تلمح من جديد ذلك الملف الذي
حدثتها عنه صديقتها منذ قليل.... باستهزاء لاترغب في التفكير في أي شيئ يخص العمل.... دخلت عليها هبة من جديد و هي تفتش حقيبتها لتضع أمامها عدة انواع من مستحضرات التجميل قائلة داه ايلاينز و داه ماسكارا و دول روج إختاري اللي إنت عاوزاه و دي...... قاطعتها كاميليا و هي ټخطف قلما أحمر فاقعا جذب إنتباهها لا خلاص خدي الثانيين كفاية داه... هاتي مراية و إلا قلك حضبطه على كاميرا التلفون.... هبة باستسلام طيب انا رايحة دلوقتي علشان عندي شغل مستعجل و لازم أخلصه...و إلا عمر حيطين عيشتي... كاميليا طيب قبل ما تروحي... قوليلي إيه رأيك في الروج... حلو عليا بقالي كثير محطيتش اللون داه... هبة بخبثهو من ناحية حلو فهو حلو اوي بس لو شافك جوزك حيبقى احلى و احلى . كاميليا بعناد وهو جوزي حيشوفني إزاي يا فالحة هبة و هي تغمزهامن الكاميرا اللي في المكتب يا قمر.... وضعت الأخرى يدها على ثغرها و قد إتسعت عيناها بړعب بعد أن سمعت ما تفوهت به هبة و هي تنفي براسها يمينا و يسارا قبل أن تتكلم پاختناق كاميرا هو حاططلي كاميرا في المكتب . هبة و هي تتجه نحو باب المكتب الشركة مليانة كاميرات...يلا سلام اشوفك بعدين. جالت بعينيها ارجاء المكتب بحثا عن الكاميرا المختبئة لكنها لم تجدها لتبدأ في مسح احمر الشفاه بمنديل ورقي و هي تطمئن متمتمةمفيش كاميرا هنا... اكيد الغبية هبة قالت كده علشان تغيضني مش اكثر... و بعدين هو انا خاېفة منه ليه أنا مش بعمل حاجة غلط و كل الستات بتعمل روج و ألوان ثانية كمان....ايوا صح... قاطع تمتمتها رنين هاتفها لتصرخ بفزع قبل أن تستدرك نفسها.... يا لهوووي داه شاهين...يا نهار اسود يا نهار اسود... حيقتلني...حتموتي يا كاميليا بسبب قلم روج. في الخارج تابعت هبة طريقها نحو مكتبها لكنها توقفت فجأة متمتمة بتفكير أنا نسيت مقلتلهاش إن الروج ثابت و مش بيتمسح قبل إثناشر ساعة.. وضعت يدها على مقبض الباب لتفتحه و تدلف و هي مازالت تتمتمحبقى أقلها بعدين... دلوقتي لازم أخلص كوم الملفات اللي سابهولي الاستاذ جوزي...انا إيه اللي خلاني اقبل ابقى مديرة مكتبه...بلا نيلة ماهو لو كنتي رفضت كان قعدني في البيت..... فين ملف الصفقة 5642 انا حطيته فين.... فين يا هبة ركزي بقى.... في الجهة الأخرى من نفس الطابق دخلت كاميليا مكتب شاهين الذي كان منشغلا بدراسة التصاميم التي قدمها عدة مهندسين من الشركة حتى يتم إختيار التصميم الأنسب لبناء المدينة السياحية الجديدة التي
تعتزم الشركة بنائها قريبا.... كان يترأس طاولة الاجتماعات و على يمينه يجلس عمر و بجانبه المهندس حسن بينما يقابلهما في الجهة الأخرى رجلين لم تتعرف عليهما كاميليا التي ظلت واقفة بارتباك.. خفض الجميع رؤسهم باحترام متحاشين النظر نحوها مخافة ڠضب رئيسهم...بينما رفع شاهين عينيه قائلا بسخرية حلو الروج....جبتيه منين رفعت رأسها نحوه قائلة باستغراب روج إيه انا مسحته قبل ما أجيلك.... قائلا تؤ....مش من النوع اللي بيتشال بسهولة..... رمشت عينيها عدة مرات تسبل اهدابها و هي تنظر نحوه بوداعة قائلة بنعومة مخذتش بالي...اصلي زهقت في الشركة و ملقيتش حاجة اعملها.... شاهين زهقانة مممم يعني كملتي تصميم المشروع... اخذ الملف الذي وضعته منذ قليل فوق مكتبه ليفتحه و يبدأ في مراجعته بعد ثوان قليلة تفاجأت به يلقيه على الطاولة الصغيرة أمامها بإهمال قائلا بفتور باين جدا إنك زهقانة لدرجة إنك بتشتغلي بالمقلوب... مفيش حاجة عدلة في التصميم بتاعك أخطاء ميعملهاش طالب في سنة اولى...سايبة شغلك و مهتمة بحاجات تافهة. وقفت أمامه بتحدي لتشعر بالڠضب من كلاماتها التي تتضمن في طياتها على فكرة إنت اللي اقنعتني إني آجي الشركة و ابدا شغل... انا مكنتش عاوزة عشان عارفة نفسي حفشل.... مش حقدر أركز هنا و قلبي و فكري هناك في البيت مع الاولاد...مع اللي إسمها فتحية إنت عارف كويس إني مش بحبها و إنت بالعند فيا خليتها هي اللي تهتم بيهم. شاهين بملل رجعنا لنفس الاسطوانة من تاني.... فتحية مين اللي تتجرأ و ټأذي أولادي... . انا لو كان عندي شك واحد في المية في أمانتها كنت محيتها من على وش الأرض من زمان...إنت ليه مش عاوزة تقتنعي إن حكاية زمان كانت مجرد تمثيلية مني...شيلي الأوهام دي من دماغك عشان ترتاحي و بالنسبة للتصميم أنا عارف إنك بتتعمدي تغلطي عشان تخليني أيأس منك و ابطل أجيبك معايا الشركة... كاميليا بضيق من إكتشاف خطتها لا طبعا... كل الحكاية إن المشروع صعب و محتاج حد عنده خبرة اكثر مني عشان يطلعه perfect.... هامسا بحنان مفاجئ بعد أن لانت نظراته حبيبي إنت كنتي الأولى على دفعتك خمس سنين يعني مشروع زي داه مهما كان صعب لو ركزتي شوية مكنتيش حتغلطي فيه كده....انا مش
عايز احرمك إنك تحققي حلمك اللي تعبتي عشانه من سنين...الاولاد بخير متقلقيش و تقدري كل ساعة تطمني عليهم بالتلفون... و كلما تحسي نفسك زهقتي او تعبتي تقدري تروحي انا مش بجبرك إنك تشتغلي بالعافية بس انا لاحظت من فترة طويلة إنك بقيتي مهوسة بالاولاد بشكل غريب... لدرجة إنك بتراقبيهم حتى و هما نايمين... بقيتي خنقاهم ياكلوا داه و مياكلوش داه مش بتخليهم يلعبوا براحتهم فالحل إنك لازم تبعدي عنهم شوية لو سبتك كده حتبقي موسوسة.... خليهم هما كمان يرتاحوا شوية من الخضار المسلوقة اللي بتجبريهم ياكلوها.... قالها بمزاح مترقبا ردة فعلها التي توقعها كطفلة صغيرة هامسة بدلال بقى كده يعني إنت جبتني هنا عشان الولاد يرتاحوا مني.... ويجيبها بصوت متحشرج تؤ جبتك هنا عشان عاوزك قدامي طول الوقت... و كمان عشان اكسب ثواب في ولادك المساكين و خاصة فادي... زمانه عامل حفلة مع اسيل و ايسم و بياكلو بيتزا و كنتاكي..... مش عارفة إنت ليه كل مرة بتغلبني و بتنفذ بس اللي في دماغك بأي طريقة...كل حاجة بتحصل على مزاجك إنت وبس انا مليش رأي و لا اي قرار.... داعب انفها قائلا و هو انا إيه مين غيرك... و لا حاجة.... تراقص قلبها بفرحة و اشعت عينيها بلهفة واضحة تطالعه بنظرات هائمة مطالبة بالمزيد من كلماته التي تأخذها عاليا فوق الغيوم الوردية حتى انها تنسى نفسها و زمانها و مكانها لا ترى يتبع الفصل الثالث الجزء الثاني في كلية الطب..... أنهت نور محاظراتها الصباحية ثم خرجت إلى الكافتيريا لطلب قهوة تمكنها من إكمال يومها الطويل.. إلتقت بصديقتها بسمة لتتحول القهوة إلى وجبة غداء.... إرتشفت رشفة من كوب المشروب الغازي الذي طلبته مع بيتزا متوسطة الحجم لم تأكل منها سوى القليل....لتنظر نحوها صديقتها بدهشة قائلة مش بتاكلي ليه يا نور أجابتها نور و هي تدفع الطبق أمامها قليلا مليش نفس... مش عارفة مالي حاسة
نفسي مخڼوقة و مش عاوزة أعمل حاجة مش عاوزة أبقى في الجامعة و مش عاوزة اروح البيت... زهقت من حياتي كلها يا بسمة . بسمة بحاجب مرفوع نعم زهقتي امال أنا أقول إيه اروح أنتحر أحسن... ضحكت نور ضحكة قصيرة ساخرة الظاهر أنا اللي حنتحر و أرتاح.... نفخت بسمة وجنتيها بضيق قائلة فعلا لو مبطلتيش تسمعي لكلام ميار و وسوستها حتبقى نهايتك يا المۏت يا مستشفى المجانين.. إهتز جسدها فجأة إثر صڤعة خفيفة على ظهرها تلاه صوت ميار صديقتهم الثالثة و هي تصرخ بعتاب و مالها ميار يا ست بسمة..مش عاحباكي في إيه بقى...إشجيني . قلبت بسمة عينيها بملل فهي بالرغم من أنها صديقتهم إلا أنها لم تكن تطيقها و دائما ماكانت ټتشاجر معها لو لا وقوف نور حائلا بينهما... مفيش...كنا بنتكلم عنك عادي...عشان محضرتيش محاظرات الصبح.... فقلقنا عليكي . قالتها بزيف و هي تبادلها نظرات باردة و قد إرتسم على ثغرها إبتسامة صفراء لكن الأخرى لم تهتم بها.... فكل ما يهمها هو نور.... او لنقل محمد . فميار فتاة في الثانية و العشرون من عمرها صديقة نور منذ دخولهما معا كلية الطب... إبنة إحدى الاسر الغنية و المعروفة و لطالما كانت معجبة بمحمد و تريد الحصول عليه حتى بعد إن علمت بحبه و زواجه من نور لتبدأ بالتقرب منها و أصبحت بذلك صديقتها حتى تجعلها بكل الطرق تترك محمد حتى تفوز به بعد أن علمت باستحالة ترك الاخر لها لأنه يحبها جدا ... إلتفتت ميار نحو نور تراقب ملامحها الجميلة الشاردة پقهر و حسد تتمنى لو أنها في مقدورها قټلها و التخلص منها حتى تحصل على حبها... أخرجت من حقيبتها هاتفها لتتصفحه و هي تتحدث او بالأحرى تحدث نور رامي عزام عامل حفلة في اليخت بعد ثلاثة أيام....تيجوا نروح اجابتها بسمة بعدم إهتمام و هي تقضم قطعة البيتزا و من إمتى ياختي و إحنا بنروح حفلات رامي إمام و إلا غيره. بادلتها ميار نظرات مشمئزة قائلة رامي عزام يا جاهلة إبن المستشار مدحت عزام بقلك إيه يانور سيبك منها دي طول عمرها كئيبة و فقرية من البيت للكلية و من الكلية للبيت بعد شهر حتلاقي عندها الضغط و السكر و جميع الأمراض النفسية....خلينا نروح انا و إنت صدقيني المكان حيعجبك جدا... انا متأكدة إنك عمرك محضرتي حفلات من النوع داه بحر و مزيكا و رقص حاجة جنان....داه إنت بالكثير سنة
أو سنتين و حتتجوزي و ساعتها مش حتلاقي فرصة تعملي الحاجات دي...حتتحبسي في البيت و حياتك حتبقى لجوزك و أولادك و بس.... يلا بقى قلتي إيه تنهدت نور بحيرة من كلام صديقتها الواقعي فهي رأت كيف أصبحت حياة كاميليا شقيقتها بعد الزواج و كيف تغيرت... بمجرد إنجابها لاطفالها إنتهت حياتها المهنية و أصبحت تكرس كل وقتها
للاعتناء بهم... قاطعت بسمة تفكيرها جو