سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

قيمتك يا تمارا كل اللي عملته معاكي كان من حړقتي علشان مشيتي وسيبتيني ولما رجعتي كانت زينة معايا بس خلاص
علقت عينيها عليه تسأله بلهفة
خلاص ايه
أمسك يدها بين يديه بحنان بالغ ونظرته نحوها تحمل الأسى والندم
أنا عرفت قيمتك تمارا
أكمل بحزن شديد
تمارا زينة خانتني وغدرت بيا وأنتي عارفه الخېانة عندي ديتها ايه
سألته وهي تقترب منه للغاية متعلقة بعيناه وراق لها كثيرا رؤيته هكذا محب مسالم حزين من أخرى يلقي بنفسه بين أحضانها فاستغلت الفرصة قائلة
وهي لسه هنا ليه يا جبل أنت عمرك ما سامحت حد خان
دقق النظر بها وأردف بجدية بعدما زفر بضيق
أنا مش عايز اقټلها اللي عملته قهرها أكتر أنا كنت هخرجها من الجزيرة لولا أمي رفضت خروجها علشان وعد
ترك يدها واستدار يعطي إليها ظهره قائلا بشړ
استني بس عليا أنا بحضرلها مفاجأة يا تمارا
أقتربت منه تضع يدها على كتفه تسترق السمع لحديثه بتركيز شديد متسائلة باستغراب
ايه
استدار ينظر إليها بقوة يجيبها بجدية
هخليها تتنازل عن كل حاجه ليها هنا حتى بنتها وهطردها من الجزيرة كلها زي ما عملت معاكي وهجبلك حقك 
أكمل ناظرا إلى داخل عينيها بعمق وآسف نادما على كل ما بدر منه تجاهها
أنا آسف سامحيني أنا دلوقتي بس عرفت إني ماليش غيرك على الأقل أنتي بنت عمي اللي متربية معايا عمرك ما هتغدري بيا
اقتربت منه للغاية تجذبه لتحتضنه بحب والسعادة ترفرف داخل قلبها مبتسمة باتساع وتشفي
أنت بتقول ايه يا جبل أنت حبيبي أنا أبيع نفسي وأنت لأ
رفع يده يبادلها العناق وقال بثقة
عارف علشان كده عايزك تسامحيني
أومأت إليه برأسها ومازالت محتضنة إياه
سامحتك
سألها برفق
هتستحملي معايا لحد ما أخرجها من هنا واتجوزك
أومأت محركة رأسه عليه بقوة تؤكد بثقة كبيرة
طبعا يا جبل أكيد
لم يأخذ وقت في إقناعها بأنه نادم ولم تأخذ وقت في العودة إلى الجزيرة شعرت أن الحياة تبتسم إليها مع جبل من جديد لتسرق منه الفرصة التي من الأساس هو قدمها إليها على طبق من حديد قاسې معتقدة أنها عادت مرة أخرى إلى الجزيرة تسترد أملاكها بها القصر والجزيرة و جبل والكلمة وكل ما أخذته زينة منها لتبقى هي سيدة القصر وزوجة جبل العامري لتتمتع بالنفوذ والجاه وكل شيء يملكه هو بعدما علمت أنها أخطأت في تركه 
ذهبت في أول مرة بكامل إرادتها وفي المرة الثانية عندما ذهبت عنوة كانت على علم أنها ستعود بإرادته 
ابتسم هو ومازال محتضنا إياها
يشدد على عناقها يقربها منه أكثر بعدما أبعد زينة عنه ليستطيع أن يرى الحقيقة بعيدا عن ذلك الحب الذي شوش قلبه وبدأ في تخريب حياته وتدميرها 
نظر إلى الخارج عبر باب المكتب الذي كان مفتوحا ليرى زينة تنظر إليه پحقد دفين وشړ لا نهاية له ولو وقع بين يدها الآن ستقتله دون شفقة أو رحمة رأى الغيرة واضحة بعينيها والحزن قابع بقلبها ولكنه مخفي عنه 
ابتسم إليها باتساع يتشفى بها يقترب من تمارا أكثر يحرك يده على ظهرها لتنظر الأخرى إليه بكره أكبر لما يفعله ثم سارت مبتعدة قبل أن ټنفجر به وبها وتقلبها رأسا على عقب 
دلفت تمارا إلى غرفة جبل في المساء لتجد زينة مازالت تجمع في أغراضها نظرت إليها بشماته وتشفي وخرج صوتها باستهزاء
ايه ده زينة أنتي لسه هنا هو مش جبل حبيبي قالك تخرجي من اوضته علشان هتبقى بتاعتنا إن شاء الله بس أنا مش هدخلها على نفس العفش ده 
تركت زينة ما بيدها وهي تزفر بضيق تستغفر ربها مطالبة بالثبات والهدوء كي لا تأتي لها من خصلات شعرها
أنتي ايه دخلك الاوضه اطلعي بره
سارت بغنج واضح قائلة ببرود
السؤال ده المفروض أنا أسأله دي بقت اوضتي أنتي لسه هنا ليه
استدارت لتجذبها من يدها پعنف وقوة تقبض عليها بشراسة وهي لا تحتمل الحديث مع أحد يكفي ما مرت به اليوم صړخت بوجهها
بت أنتي اطلعي بره وإلا والله العظيم هزعلك
دفعتها پعنف للخلف وتحولت نظرتها إلى الكره الشديد والڠضب الذي سيفتك بها قبل أي أحد تحدثت بشړ قائلة
تزعلي مين يا بت أنتي أنا لو قولت يا جبل دلوقتي ونزلت دمعتين هيجي يفرمك ويرميكي بره 
قطبت جبينها ثم تحدثت ضاحكة بقوة
وده من ايه إن شاء الله
وضعت تمارا يدها الاثنين أمام صدرها قائلة بتعالي وإهانة واضحة ترسلها إليها من خلال نظراتها وحديثها المهين
مبقاش عايزك ولا بيحبك ولا بيطيقك عايزني أنا بنت عمه وحبيبته آه وكمان مش خاېنة وغداره
وقفت زينة تماثلها تنظر إليها مبتسمة بغل تود الفتك بها الآن والندب عليها وكأنها كانت من الغوالي ولكن هذا لم يحين وقته إلى الآن فقالت مدافعة عن حقها به
وهو لو مش بيحبني سابني هنا ليه
أجابتها ببرود
علشان بنتك مرات عمي عايزاها
ابتسمت باتساع قائلة بمكر وخبث ومازالت تتمسك به إلى أبعد حد
يعني مش علشان هو عايزني
أشارت إليها بأصابع يدها وهي تبتعد تسير في الغرفة تشير إليها بكراهية وبغض
تؤ تؤ علشان بنتك جبل رجعني علشان نتجوز بس لسه شوية كده يكون خلص من أشكالك
صړخت زينة بها ولم تحتمل الحديث أكثر من ذلك أنه لحديث أطفال ليس به أي شيء نافع أنها تريد أن تكيدها وهي لا تستطيع الإجابة عليها بصدق ووضوح
اطلعي بره يا بت
ذهبت تجلس على المقعد واضعة قدم فوق الأخرى تبصرها بتشفي قائلة ببرود
مش طالعه قولتلك دي مبقتش اوضتك يلا أنتي لمي حاجتك وخلصينا
أقتربت منها الأخرى بعدما نفذ صبرها تجذبها عنوة عنها لتقف على الأرضية رغما عنها تصيح بها وهي تقبض عليها پعنف وشراسة
والله يا تمارا هزعلك
رفعت أحد حاجبيها ثم أبعدت يدها عنها بالقوة وقالت مرددة باستنكار
تزعليني طب ماشي
رفعت يدها ولطمت وجهها پعنف وقسۏة فتركت علامات أصابعها على وجهها ثم صړخت پعنف وقوة تبكي وهي تضع أظافرها في لحم ذراعيها تخدشهما پعنف تحت نظرات زينة المستغربة منها ومما تفعله ولكنها أدركت سريعا ما تريده 
وقفت مبتسمة بهدوء تبصر ما تفعله إلى أن أتى جبل يدلف إلى الغرفة هلعا خوفا من أن تكون فعلت بها شيء مرة أخرى 
أقتربت منه تمارا تلقي نفسها داخله تبكي بقوة وصوت مرتفع تقول وشهقات بكائها تقاطعها
شوفت عملت فيا ايه ضړبتني وبهدلتني يا جبل
رفع نظره من على تمارا إلى زينة التي كانت تقف ضاحكة لا يهمها أي مما تفعله ولكنه تبدلت ملامحه من الاستغراب إلى القسۏة الشديدة تطلق ملامحه عليها شړ لأ نهائي وهو يربت على ظهر تمارا 
بقيت تتابعه مبتسمة بلا مبالاة وهو يبادلها الشراسة والغلظة بنظراته ولكن العيون داخلها يتبادل غير ذلك والقلوب تهتف بترابط غير ذلك فما يصدر عنهما أمام الجميع ليس هو ما تحمله الأرواح والقلوب 
ربما حب مغلف بشړ لحمايته ربما قوة تتخفى بضعف لتجنب المعركة ربما كثيرا وكثيرا بينهم مخفي 
صړخ جبل بصوت مرتفع حاد ينظر إليها بشراسة بعدما أبعد تمارا عنه
اعتذري حالا
تابعته بنظرات باردة تبادل نيرانه المشټعلة بمحيط جليدي رفعت يدها الاثنين أمام صدرها لتقف قائلة بعناد
مش هعتذر هتعمل ايه
أقترب منها بخطوات بطيئة وعيناه مثبتة عليها بتمعن وتركيز وقف أمامها وذهب بنظره إلى تمارا ثم عاد إليها مرة أخرى ليهبط على وجنتيها بصڤعة مدوية اتتها منه دون سابق إنذار وضعت يدها على وجنتها التي لطمھا وبقيت ناظرة إليه بقوة وصدمة عينيها متسعة عليه بغرابة شديدة لا تصدق أنه فعل ذلك لأجل تلك الخائڼة 
يتبع
سجينة جبل العامري
الفصل الثاني والعشرون
ندا حسن
خديعة دفنت أسفل الأتربة في صحراء جرداء حفر محب وعاشق ولهان
ليخرج بزهرة لا تنم إلا عن الحب والسلام محولة الرمال إلى أرض خضراء تحمل كل معاني السلام
ثلاثة أعين يتبادلون نظرات مختلفة تماما عن بعضها البعض أحدهما ينظر إلى الآخر بتشفي وشماتة لا نهائية وابتسامة عريضة مزينة محياة بطريقة ماكرة خبيثة 
بينما نظرات أخرى مصډومة تشعر بالقهر والمزلة نظرات ضعيفة مجردة من الثبات يظهر كل ما داخلها إلى الجميع لتعبر عن القهر الذي شعرت به
وغيرها نظرات حادة قاسېة مهيبة غليظة لحظات مترددة نادمة وأخرى شامخة متزنة واثقة كل لحظة والأخرى تتغير النظرات وتتبادل الأعين العتاب 
ذلك العتاب الممزوج باللوم والخذلان يتبادلون الضعف الممېت والقوة الشامخة لحظة والأخرى والقبضة تشتد على قلبها تعتصره بقوة وعڼف لتتابع النظر إليه بدهشة وصدمة خالصة 
نظر جبل إلى تمارا بقوة والڠضب يعمي عيناه فأبعد عينه مرة أخرى قابضا بيده فوق ذراع زينة يضغط عليه لتآن پألم وتحدث إلى ابنة عمه پعنف
اطلعي بره يا تمارا شكلها عايزة تتربى كويس
اقتربت منه تضع يدها على ذراعه بغنج ودلال متحدثة برقة مزيفة
خلاص يا حبيبي سماح
خرج صوته پعنف وقسۏة يشير إليها بيده الأخرى قائلا
لازم تتربى علشان بعد كده مترفعش عينها فيكي أنا اللي عملت ليها قيمة وكبرتها عليكي وأنا اللي هاخدها منها اطلعي
ابتسمت بتشفي وهي تنظر إليها بغرور وثقة ولكن عينين زينة كانت معلقة به هو فتابعت سيرها للخارج بغنج
ماشي يا حبيبي اللي تشوفه
ذهبت إلى الخارج فنظر خلفه ليراها خرجت ترك يد زينة وذهب خلفها ليوصد الباب بالمفتاح وهو يصيح بهمجية
أنتي شكلك كده كبرتي على البيت باللي فيه بس أنا هعرف اربيكي كويس
أقترب منها سريعا ليضع على وجنتها التي لطمھا عليها ناظرا إليها بآسف نادما عما فعله دفعته للخلف تتحدث بخفوت
أنت بتضربني يا جبل بتضربني تاني
أخذ كف يدها بين قبضته ليرفعه إلى فمه متحدثا بآسف
ششش أنا آسف كان لازم أعمل كده علشان تصدق
اتسعت عينيها عليه أكثر وهي تدفعه تقول بصوت خاڤت للغاية
تقوم تضربني كده قدامها
قرص وجنتها بضراوة ويده تشتد عليها فصړخت عاليا ليتابع هامسا
أيوه كده خليكي شغاله
صدح صوتها وهي تدفعه أكثر للخلف مستغربة تماما مما يفعله معها تتحمل الحديث والتصرفات وجنونه عليها ولكن يصفعها! هل هو مچنون حقا
أنت بتضربني والله العظيم أنت شكلك اټجننت
أقترب طابعا برقة ولين يقول بصوت أجش شغوفا نحوها
مقدرش الله وكيل ما أقدر بس كان لازم أعمل كده أنا آسف قولتلك
عاد للخلف مغيرا نبرة صوته الهامسة الرقيقة بجانب أذنها لترتفع عاليا
أنتي اټجننتي ولا ايه محدش عارف يلمك لأ فوقي يا زينة هانم مش أنا
غمزها بعينه كي تستمر معه في الصړاخ ومعاداة بعضهم لكي يصل الأمر مطبوخا بتوابل فريدة من نوعها لعقل تمارا
أبعد عني بقولك وملكش دعوة بيا يا أما تخليني أمشي من هنا
أقترب منها وهي تتحدث يضع ينظر إليها بهيام ثم صاح قائلا بصوت مرتفع
لأ بقى مش هتمشي أنا خيرتك يا تمشي لوحدك يا تتلقحي هنا وأنتي اختارتي تمشي امتى بقى دي بتاعتي أنا
أجابته پغضب مزيف وصوت مرتفع
هو حد قالك إني جارية عندك
قربها منه أكثر محركا يديه عليها بحرية قائلا
تم نسخ الرابط