في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون
المحتويات
الدرج ولكن ما ازعجه انها لم تسمع كلامه وارتدت حجابها على شعرها.
انزل صغيره من علي قدمه وأشار له عليها ليحثه على الذهاب لها.
اهي سارة نزلت اهها يا سيدي يلا روحلها
جري الصغير إليها بفرحه وهو يفتح لها ذراعيه.
سالة حبيبتي.
حملته بين يديها وقبلته في وجنته واحتضنته جيدا.
اوعي تمسي وتسيبيني تاني احسن اسعل منك اوي.
كانت عيناه تشملها بالكامل وهي ايضا كانت عيناها تلومه علي ما فعله بها ولكنها أجابت الصغير بجمله اراحته هو قبل أن تريح صغيره.
حاضر يا حبيبي مش هعملها تاني تعالي بقى عشان نروح نحضر الفطار سوي
يلا بينااا.
وقبل ان يذهبو كالعاده اوقفها.
أرادت ان لا تخيف الصغير منه فاتنهدت بصبر وانزلت الصغير من بين يديها قائله.
طب بص روح انت قول لداده سعدية تحضر الفطار وانا هاشوف بابي عايز ايه واحصلك علطول.
جري الصغير من امامها واتجهت هي له ووقفت بوجه متهجم.
امسك يدها مجتذبها لتجلس بجانبه فانتفضت مبتعده عنه.
أي قرصك تعبان! مالك بعدتي عني كده ولا المفروض كل شوية افكرك اني جوزك.
كنتي فين امبارح
نظرت اليه بدهشه صمتت خائفه من ردة فعله متذكرة ما حدث بالأمس...
ابتعدت كثيرا عن بيته ومن كثرة الجري جلست بجانب كوخ قديم في هذا الليل البهيم خائڤة
من أن يهجم عليها أي حيوان او حتى رجلا من رجال الليل أو أحد رجال الشرطه!
لو كانت فكرت بذلك قبل أن تخرج من بيته لما فعلتها
جدار هذا الكوخ تبكي حالها
اااانت!
انفزعت ورجعت للخلف وحاولت ان تجري بعيدا عنه ولكنها تعركلت وسقطت وهي تصرخ.
ليجري هو عليها وهو يحاول تهدئتها.
اهدي يا سارة اهدي ماتخافيش.
صړخت بړعب منه وهي تنكمش في نفسها.
ابعد عني حرام عليك ابعد عني.
حاضر حاضر انا بعدت اهو بس اهدي وبطلي صړيخ.
ماتخافيش مني والله مش هقرب منك انا بس عايزك تسمعيني وانا هاعرف اهربك من بيجاد صدقيني وماتخفيش مني.
ضمت حاجبيها بعدم فهم كانت تظن انه صديقه فلماذا سيساعدها على الهرب منه
بصي انا عارف انك مظلومه ومش تستاهلي كل الزل اللي انتي فيه ده.
انت كداب اذاي يتفق معاك انك تعمل حاجه زي دي وبعد كده يبعدك عني ويحميني منك.
عمل كده عشان يبقي عمل فيكي جميل وتحسي انه هو اللي بيحميكي ومن غيره مش هتعرفي لاتروحي ولا تيجي
وعلى فكره انتي لا مطلوبه من الحكومه و لافي اي حاجة تدينك من أساسه.
هزت رأسها يمينا ويسارا بقوه تنفي ما يقوله.
ازاي ده وراني محضر الشرطه وكمان شوفت قرار النيابه واسمي مكتوب فيه.
الورق مزور فوقي يا ماما بيجاد محامي شاطر جدا وزي ما بيقولو بيعرف يلعب بالبيضه والحجر عرف يضحك عليكي عشان يجبرك انك تقعدي في بيته ڠصب عنك
بس انتي برافو عليكي انك عرفتي تهربي منه وانا هاساعدك انك تبعدي عنه خالص وماترجعيش ليه تاني.
وليه كل ده! هاتعمل كده في مقابل ايه مع انك عارف اني بقيت مراته مرات صاحبك!
صمت قليلا ثم اكمل وهو يحاول ان يؤكد لها صدق كلماته
مش عارف هاتصدقيني في ده ولا لاء بس انا بحاول انقذ صاحبي من شړ دماغه.
انا مش فاهمه حاجه.
طب ممكن تركبي وانا هاحكيلك على كل حاجه قومي يا ساره انا مش هأذيكي والله.
وقفت من علي الارض وسارت نحو سيارته ببطئ ولكنها توقفت خشت ان يكون كل حديثه عبارة عن كڈبة طويلة يستدرجها بها.
يا بنتي اركبي قولتلك مش هقربلك وربنا.
ركبت بالخلف وبدوره لم يعترض على ذلك وبدء يحكي لها قصة بيجاد من وقت ان تعرف عليه منذ الصغر الي ان اصبح بيجاد الألفي المحامي المعروف
حتى توقف بسيارته عند محطة القطار وعندها اخرج لها ورقه وكتب عليها رقم هاتفه.
بصي دا ميعاد قطر القاهره انتي هاتنزلي دلوقتي وهاتركبيه واول ما يوصل محطة رمسيس هاتنزلي منه هتلقي واحد مستنيكي هناك وهو هايقعدك عند وحده ست معرفه
يلا مستنيه ايه تعالي اركبي القطر قبل ما يمشي.
وافقته وبالفعل ركبت القطار وتركها وذهب بعد أن صورها بهاتفه حتى يرسل صورتها الي ذلك الشاب.
فاقت من
شرودها على صوته الغاضب وهو يفزعها بصراخه.
سااااااااره!
هاه نعم.
ها ونعم! بقالي ساعه مستني منك اجابه وانتي سرحانه في ايه.
للدرجه دي سؤالي صعب بقولك روحتي فين امباوح
ها ااانا مش روحت في حته انا بس كنت خاېفه منك يا بيجاد وكنت فاكره اني لما ابعد عن هنا هاسترد حريتي لكن اكتشفت العكس خۏفت اول ما شوفت عسكري ماشي قريب مني.
وقررت اني ارجع ليك تاني.
عايزه تفهميني انك من ساعة ما خرجتي الساعة خمسة المغرب ولحد ما رجعتي الفجر مافيش حد قابلك غير عسكري ماشي في البلد وهو دا اللي خۏفك
طب ما انتي بتعرفي تحوري اهو اومال عامله فيها البنت البريئة ليه
بعين زائغة قررت أن تهرب من أسئلته.
وانا هاحور عليك ليه بص هو ده اللي حصل عايز تصدق صدق مش عايز انت حر بقى ااانا هاروح ليامن.
حاولت الهروب مسرعه من عينه الغائرة
لتجده يقف سريعا مجتذبها داخل غرفة مكتبه مغلقا بابها عليهم.
واذا به يجذب حجابها من علي رأسها محتجزها بين يديه واضعا يده اليسرى على الحائط بجانب وجنتها اما يده اليمني
فكانت تضغط على خصرها بقوه وهو يعيد نفس سؤاله عليها.
كنتي فين امبارح يا ساره
ولكن هيهات هو كالجبل لم يتزحزح من مكانه.
اه اوعي ايدك دي من عليا بتوجعني.
مش قبل ما تتكلمي وتقوليلي الحقيقه انطقي قعدتي عشر ساعات بره الڨيلا كنتي فين
حاضر حاضر هاقول بس سيبني ورحمة زياد عندك سيبني.
لانت قبضة يده عليها وامسك يدها واذا به يدفعها نحو الاريكه الموضعه بغرفة المكتب.
لترتمي عليها وهي تبكي بكاء حار
انطقي بقى مش عايز اتعصب عليكي اكتر من كده.
حاضر هاقول بس لازم تفهم انك انت اللي وصلتني للتفكير ده
انا كنت عايزه اهرب واخلص من زلك ليا وجبروتك ده خرجت من الڨيلا وفضلت امشي كنت عارفه انك هاتدور عليا في كل حته
قولت لنفسي احسن حاجه اعملها اني اروح محطة القطر و اسافر اي حته بعيد عنك.
امممم وروحتى بقى من هنا لحد المحطه ازاي اظن دا مشوار كبير اوي عليكي.
هو فعلا مشوار كبير عشان كده لما وصلت هنا اغمى عليا لأني روحت ورجعت مشي.
اعدل رأسها من علي صدره وضم وجنتيها بين كفيه.
طب وليه ضيعتي الفرصه دي من ايديكي ورجعتي ليا تاني
أنزلت كفيه من علي وجهها بيديها ووارت عيناها متحاشيه النظر اليه.
مش كان معايا فلوس عشان اقطع تذكره لأي قطر ولما قعدت في المحطه كان في عسكري قريب مني لما لقاني طولت في القاعده قرب مني
بجد خۏفت وجريت بره المحطه ومش لاقيت اي مكان تاني اروحه غير اني ارجع.
ومش هاتمشي تاني مش هتعمليها تاني يا سارة مفهوم.
اه ه ه
حاضر والله مش هعملها تاني بس حرام عليك كفايه ضغط عليا بقى.
تركها من بين يديه وهو يأمرها.
قومي روحي ليامن وإياكي تلبسي حجابك عليكي طول مانا هنا أوتكسري كلامي تاني.
وضعت حجابها أعلى كتفيها وجرت نحو الباب ولكن قبل أن تفتحه همست غير ملتفتة له.
هو انت عملت اي في القضية هو انا لسه ممكن اتحبس يا بيجاد
بتسألي ليه
مش قولت انك هاتخلصني من الحكايه دي هو انا هافضل مهدده كده يعني
لاء مش هاخلصك هاسيبك كده اذا كنتي عارفه انك ممكن تتحبسي وسيبتيني وهربتي بسهوله اومال لو خرجتك من القضية هتعملي اي.
لتهمس له بها صريحه و يسمعها منها جيدا.
اطمن مش هاعرف اسيبك تاني انا مش ليا مكان تاني غير هنا.
بنظرة حائرة تركها من بين يديه مبتعدا خطوتان للخلف
مخفضا رأسه مغلقا عيناه حتي يحررها من اسرها
بالأصل كان يريد أن يظل هو سجانها وتكون هي اسيرته ليصبح هو في لحظة أسير عينيها.
اعطي لها ظهره ظنا انه بذلك هاربا منها وخرج صوته متحشرجا من حنجرته.
اخرجي بره دلوقتي حالا روحي فطري يامن يلاا.
تملكت القشعريرة من جسده عندما وضعت كفها على كتفه وهمست له
حاضر هاخرج افطر يامن واللي انت هاتقولي عليه هاعمله عارف ليه يا بيجاد.
الټفت بوجهه فقط لها واجاب بكلمه واحده.
ليه.
عشان انا واثقه فيك وعارفه انك طيب زي زياد الله يرحمه بالظبط.
ما كان منه إلا أنه ابتسم ساخرا مما تلفظت به وابتسم على حديثها.
انتي يا اما هبله زي زياد يا اما زكيه اوي وفي حاجه في رأسك بتفكري فيها وعايزه تنفذيها.
احسب اللي تحسبه مسير الايام تثبتلك اني مش زي مانت فاكر.
موافق بس من هنا لحد ما ده يحصل مش عايز منك غلطه واحده كل اللي اقوله يتنفذ مفهوم.
مفهوم طبعا عن اذنك بقى.
ترجلت للخارج وهي سعيده يبدو أنها قد وضعت قدميها على اولي درجات القرب من قلبه قبل أن تصل إلى عقله.
علي عكسه تماما كان الوضع أقرب للجنون ظل ثابتا مستندا على مكتبه يحاول لملمة شتات عقله الذي بدئ يميل نحوها
في الأساس كان يريد أن يروضها يقسو عليها لا يريد أن يرضخ لها ليخرجه من شروده صوت الهاتف.
الو وعليكم السلام مين معايا
........
مستشفى مستشفى اي
........
اه عمي مهران خير حصله حاجه
.........
امتى
حصل الكلام ده
.....
تمام انا هاحضر كل حاجه واجي استلم .
أغلق الهاتف متذكرا حديث صغيره.
يا ترى لما تكبر هاتفهمني وتسامحني ولا هاتكرهني.
كانت جالسه تطعمه وتمرح معه على طاولة الطعام إلى أن وجدو ابيه يخرج مندفعا من غرفة مكتبه ويجهر بصوته على حارسه
حمااااااد حمااااد..
وقفت هي من مقعدها مقتربه منه لكنه اوقفها بأشارة من يده
خليكي مكانك اقعدي مع الواد لحد ما ارجع.
ترجع منين هو في حاجه حصلت
جدو ماټ!
قالها وهو ينظر إلى ولده ليراه يشهق بخفه ودموعه تسترسل على وجنتيه دون أن يخرج صوتا.
شهقت هي بصوت مرتفع واضعه كفها على ثغرها.
اخرسي مش عايز اسمع صوتك خدي الواد واطلعي على فوق يلااا.
جرت على الصغير تحمله وذهب هو للخارج بعد أن رأها تستمع لما قاله وتصعد الي الأعلى.
وقف أمام حارسه يلقى عليه بعض الأوامر.
خد مفاتيح قبر ابويا وهات الحانوتي واستناني هناك.
خير يا ولدي الا يكون
ايوه عمي مهران ماټ.
لا اله الا الله انا لله و انا اليه راجعون الباقيه في حياتك يا ولدي.
بعين جامده القى له المفاتيح.
بطل رغي يا راجل انت واوعى من وشي خليني أنجز اليوم ده واخلص منه.
أزاحه من أمامه وركب سيارته وادارها متجها الي وجهته ممسكا بيده الأخرى هاتفه ليخبر صديقه بما حدث.
ايوه يا حسن حصلني على مستشفى... انت والرجاله مهران الألفي ماټ ورايح أخرجه عشان ادفنه.
ثم أغلق الهاتف دون أن عملته فينا كلنا.
ياه دانت حسابك تقيل اوي يا عمي تصدق انا شايل همك كتابك مليان بالذنب
متابعة القراءة