تجميع الحلقات كامله بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي

موقع أيام نيوز


في صحراء جرداء لازرع بها ولا ماء ولا حتى وسيلة أمان للعودة 
رآها وهي تدخل إلى غرفتهم وتغلق الباب خلفها بأقفال موصدة كي لايهرول ورائها فما كان منه إلا أنه احتضن كفاي يديه وأسند جبهته عليهم وهو ينظر أرضا يردد باستغفار 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ظل يرددها كثيرا وهو لم يعرف كيف يراضيها وماذا يفعل الآن 

وعقله وقلبه يودون الفتك به بسبب ما حدث وظل يدعوا ربه بقلبه ان يهدئ حالهما وأن يرزقهم السکينة 
أما هي دلفت إلى حمام غرفتهم وتوضأت وقررت أن تصلي قيام الليل كي تلجأ لربها أن يرزقها التحمل ويوهب قلبها الغفران لعمرانها فكم كان قلب سكون قلب جميل يشعر بحزن الآخرين وتضع لهم فوق أسباب السبعين عذرا أعذارا أخرى وظلت تصلي كثيرا إلى أن تعبت ولكن ارتاح قلبها وهدأ بطريقة لا توصف ثم ذهبت الى النوم في سبات عميق 
وكان عمران هو الآخر يقيم الليل ويدعوا الله أن يجعلها تنسى ما صدر منه وأن يخفف عنها آلامها إلى أن شعر بالتعب هو الآخر ونام في سبات مماثل 
فما أجمل النهايات وقت الخلافات أن نلجأ حينها لرب العباد فو الله هو أحن على عباده منهم ومبدل الأحوال من حال إلى حال
استيقظ جاسر صباحا على صوت زقزقة العصافير فقد مر يومان على زواجه من مها
وهو يشعر بالنشاط ونظر جانبا وجدها تنام في هناء وتتململ في نومتها بهدوء ورقة كشخصيتها الجميلة نظر إليها وهي تتحرك بتمني فكلما ذاق من عسلها أسكره بها ولم يشبع فيها من الطلة ما يطرب وفيها من الحسن مايزيدها نور على نور 
رقيقة ثم قام وهو ينتوي أن يصنع لها فطورا شهيا بعد أن تنعم بحمام دافئ وأدى فريضته دلف الى المطبخ وقام بصنع الفطار ثم قرر أن يفعل لها مشروبا ساخنا يدفئ صدرها فحلقها قد أصيب بالحكة ليلة أمس 
بعد أن أنهى صنيعه دلف إليها وجدها ما زالت نائمة فوضع مابيده على الكومود ثم جلس جانبها وهمس لها وهو يتحسس وجنتها
حبيبي يالا يا بطل كفاية نوم
رمشت بأهدابها وهي تتثائب بخمول ثم فتحت مقلتيها على وسعهم وجدته يجلس جانبها وهو يداعب وجنتيها بإبهامه مشاغبا إياها
الحلو حلو لو لسة صاحي من النوم والۏحش وحش لو غسل وشه كل يوم وانتي يا ام الزين كسرتي قاعدة النسوة اللي هيصحوا منكوشين ومقلضمين ووشهم عليه ڠضب الله
ضحكت بشدة لدعابته وصباحه وهي تستنكر ما قال 
والله ما اني منكوشة اها ووشي ووارم أكيد إنت بس اللي هتشوفني حلوة علطول علشان عيونك حلوين قووي يا روحي
وضع يده على صدره مرددا بفكاهة 
أااه قلبي الضعيف لا يتحمل يا أم الزين اكاد من فرط جمال
كلامك أذوب ياناس
اعتدلت في نومها وهي تستند على الوسادة ونظرت جانبا وجدت ذاك الفطور فقدم لها المشروب الساخن وهي تمد يدها مدللة إياه بابتسامة وهي تحتضن وجنته 
يعني مصحيني من النوم على كلامك الجميل وعامل لي الفطار وحاجة سخنة أشربها ومدلعني على الآخر وباسط مزاجي 
اني هاخد على الدلع دي يا باشا قلبي
تناولت منه المشروب وبدأت ترتشف منه وهي تستمع إلى كلماته العذبة لها 
ماهو الراجل اللي يصحى على الطلة والرقة داي وميدلعش ويطبطب يوبقى غشيم يا أم الزين واني بقي في العشق وحواراته مقولكيش بمۏت في الدلع وانتي بصراحة عاملة الواجب وزيادة يا بطل فلازم الإنسان يقوم بواجب الغزل بالقول والفعل يا أم الزين
تنفست براحة غمرتها وتوغلت في جسدها بالكامل و هي ترى الحياة بلونها الوردي وهي تنظر إليه بعينين هائمتين 
تعرف اني دلوك حسيت بشعور سعاد حسني وهي هتغني الحياة بقى لونها بمبي وأنا جمبك وانت جنبي 
وأكملت وهي تضع الكوب من يدها وركنته جانبا وهي تحتضن رقبته 
بس ياترى بقي هتفضل مكمل معايا حوار الجان والجنتلة دي لآخر عمرنا ولا لما يخلص العسل هتقلب عليا
داعب وجنتها وهو يشاكسها 
والله طول مانتي حلوة اكده وهتخطفي قلبي تو مابيص لك هتلاقيني هبهرك يا أم الزين
مطت شفتيها بدلال ورقة جعلته ذاب أكثر بها لتقول 
وه يعني
لو بقيت وحشة أو ملامحي اتغيرت شوي أو تعبت مش هتبهرني وتعمل علي حوارات سي السيد اللي كان هيعملها على
الست أمينة 
راق له حوارهما 
طب بذمتك يا أم الزين إنتي هتوبقي وحشة كيف إنتي !
اني مشفتش في حياتي ست هتهتم بنفسها وجمالها ورشاقتها كيفك وكلاته شئ وريحتك الساحرة كوم تاني ولا شياكتك وانتي حتى في لبس البيت بصراحة اني محظوظ كوكتيل من الستات الحلوة اللي في الدنيا اتصنع فيكي سبحان الخلاق
تعمقت النظر في مقلتيه لتهتف بحيرة 
هتفضل تحبني اكده كتيير يا جاسر لحد مېتة
طمئنها بحفاوة وهو يؤكد لها 
لحد اخر نفس فيا هفضل أحبك كل يوم اكتر من اللي قبله
هو انت ازاي بتعرف تخ طف قلبي بكلامك
طب انتي ازاي بتعرفي تخليني أتعلق بيكي كل يوم عن اليوم اللي قبله زي المدمن بالظبط يا أم الزين
أني اكده هدمن كلامك الجميل وصباحك الأجمل ورجولتك اللي مقابلتش زيها
وماله يا بطل صنف الحب والغزل والعشق عندي ملهمش نهاية بيتولدو من جمال عيونك
طب هما عيوني حلوين قووي اكده علشان يطلعوا من لسانك الكلام الزين قووي دي
يابووي دول يتوبوا التايه كانهم فيه سحر يا أم الزين
طب ايه اكتر حاجة هتحبها فيا علشان مبطلش أعملها
لاااا انت كلك على بعضك حلو يا بطل كلامك حلو جمالك قمرر ولا صباحك بقي باشا ياباشا
اوعي اكون بحلم يا جاسر وهفوق ألاقي نفسي في دنيا انت مش فيها
لاااا يا أم الزين اني حقيقتك اللي كانت متشالة ليكي من زمان قووي بس ربك لما يريد
طب تحب أعمل لك ايه غدا النهاردة نفسي تاكل من يدي
مش عايز الايدين الناعمة داي تتعب وتقف تتبهدل وسط المطبخ والمواعين والحوارات داي نجيب اكل جاهز
له اني مهحبش الأكل الجاهز ولازم تدوق عمايل يدي على فكرة اني نفسي حلو قووي
طب ماهو اكيد يا أم الزين يوبقى امي داعية لي قبل ما ټموت اني يرزقني ببت حلال تعمل لي المحمر والمشمر على يدها وأهه كان أبواب السما كانت مفتوحة يا أم الجاسر وولدك اليتيم الغلبان خد النصيب الحلو كلاته
أكيد كانت طيبة وجميلة علشان خلفتك وربتك راجل قووي
أمي كانت في حالها وكان الستات الجيران حوالينا هيحبوها قووي وكانت بتعشق بوي وهو كمان كان ھيموت فيها وعلشان اكده هو ماټ وهي متحملنش ماټت وراه بشهر وسابوني وحيد بس الشهادة لله عمي سلطان ومرت عمي زينب كانو بيعاملوني كيف ولادهم واحتووني وعمرهم مافرقوا بيناتنا واصل
ربنا يديهم الصحة وطولة العمر ويترد لهم بالخير مش يالا نفطر بقي مجوعتش
له الحديت وياكي مشبعني ومكفيني يا أم الزين
طب كفاية كلامك الحلو دي هيخلص خلي شوية لبكرة وبعده
طول ما عيونك هيسحروا طول مالكلام مش هيخلص
يادي العيون والله خلتني اتغر فيهم واني طول عمري شايفاهم عاديين
وه يا ام الزين هتنسي القاعدة من أولها إن الحلو لازم يتقال له في وحش ياحلو
يخلي لي قلبك ويسلم لي لسانك ويبارك لي فيك يارب يا جاسر
ولكي بالمثل وزيدي عليهم إنتي وعيالنا
يوووه يادي عيالنا احنا لسه في أول يومين جواز
وماله فاضل تمن شهور و يوم عديهم بالتمام و الكمال اني عارف
وه انت كمان حاسبهم باليوم 
أمال يا ام الزين داي إمكانيات بقي وكل واحد عارف إمكانياته 
بقول لك ايه تعالى نختبر الإمكانيات اكده يمكن المدة تقل وتجيبيهم ولاد سبعة
أها حرام عليك بعد الشړ على ولادي يكملوا في بطني لحد تمامهم وياجوا لدنيتي بسلام
عارف انك هتحبيهم اكتر مني علشان دنيتك ليهم حنينة قووي
كلاتكم في عيوني وعلى راسي من فوق
كثير من همس العشق والغزل في ليلة بين اثنين هما أنا وأنت قمر ونجم يشاركاننا حبا وودا دون كلل وشمس تهلل ألا تحية على أهل الحب وتمضين أنت مثل اليوم وأبقى عبثا أبحث بين غيم وقمر عن همس منك وتطل الشمس فتصمت حزنا على حزني 
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني أحبك جدا وجدا وجدا وأرفض من ڼار حبك أن أستقيل وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيل وما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا 
أحب الحديث معك رغم أني لا أملك ما أقول
أتت في الصباح الباكر وقلبها يتوجع فمنذ أن علمت بسفره وقلبها يتأهب خوفا فهو من هوته بل وعشقته بل وتتيمت غراما به قلبها حديث الحب على يده مولودا في سماء الغرام وهو لقلبها الأهل والصحبة وهو لها بكل الأحبة 
هو نغمة تتراقص بين ذرات ألمها تنتشي ولها ينمو في قلبها أسقتها من مشاعرها تعبر مسافات حزنها لتستقر في أحضانه 
ما زالت تعرف أن الشوق معصيتها والعشق والله ذنب لم تستطيع أن تخفيه 
فليس ثمة حبال أو سلاسل تشد بقوة أو بسرعة كما يفعل الحب بخيط واحد 
فلو تاه الحب هو الدليل ولو ماټ القلب هو البديل وكلمة حب في حقه قليلة
أتته رسالتها بالمكان الذي تنتظره فيه وما إن وصل إليها ورأى عينيها المنتفختين ويبدوا أنها قضت ليلتها المنصرمة بالدموع حتى أغمض عينيه يلوم حاله على بكائها وحزنها بسببه فهي الأخرى أصبحت له في الحياة كل شئ 
فهو يعشق تلك الابتسامة المحتشمة التي تفصح له همسا عن فرحتها بلقائه وعينيها الهادئتين العميقتي العسليتين تحكيان عن السکينة لعيني الحالمتين
ما إن رأته أتى حتى وضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته فالخۏف عليه قد لعب دوره معها كما ينبغي أن يكون 
تنفس هو الآخر بأنفاس عميقة كي يستدعي فيها السكون وألقى سلامه بابتسامة رجولية وهو يجلس أمامها 
عليكي السلام والرحمة يا اللي شاغلة بالي وخيالي أحلى سلام لأجمل فيري
كانت تنظر لملامحه بعمق وكأنها تحفرها داخلها لحين أن يسافر كي تمني قلبها بعد ذلك على طيفه المختزن بذاكرتها ثم رددت سلامه وهي تحاول أن تستدعي هدوئها وتركن الحزن على جانب والدموع تسجن مقلتيها لحين أن يغادر 
وعليكم السلام ورحمة الله كيفك يا فارس 
أجابها مشاغبا
قبل ما أشوفك ولا بعد ما شفتك اصل هتفرق قووي يا فيري
تسهمت بعينيها عليه وهي تردد بحزن 
مانت خلاص مسافر وهتسيني هتفرق ايه قبل وبعد 
تطلع بمقلتيه ليتحدث برجاء مع تنهيدة حارة خرجت من صدره وهو يشعر پألم نفسي لحزنها 
طب ينفع كدة اسافر وانتي بالحالة دي يعني المفروض أنا بتقوى بيكي يافريدة بتقوى بنبرة التفاؤل اللي انتي دائما بتردديها لي نظرة الأمل اللي بتبعتها لي عيونك بتخليني أبقي مرتاح وأكمل أرجوكي بلاش حزن ودموع
حاولت التماسك لأجله ولأجل أن لا تجعله يحمل همها وتزيده من الهموم أكواما فكفى مابه وما سيذهب اليه فقلبها يشعر بوخزة من الخۏف الشديد ومصدره عماد
الألفي علامة استفهام كبيرة تدور في قلبها عن القادم المجهول لهما ولكن ما عليها سوى الصبر واللجوء لرب السماء كي ينجيه من براثن ذاك العماد 
هتسافر مېتة 
تنهد فارس بتنهيدة طويلة وتمتم بعدما اقترب منها بمقعده قليلا
هسافر النهاردة إن شاء الله ومش هقعد هناك اكتر من أسبوع وهتلاقيني قدامك بإذن الله مش بس كده هاجي كمان لباباكي وهطلب يدك منه وكمان هدي فكرة لخالي علشان هو اللي هياجي معاي وهيتمم كل حاجة
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه ونطقها لسانها لأول مرة 
هتوحشني قووي يا فارس
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وهو يشعر بالۏجع لضياعها 
ليه بتقوليها كأني مش راجع تاني 
انا راجع يا فريدة ازاي اصلا بعد كل اللي بينا وكل اللي مريتي بيه معايا وبعد قلبي ما لقاكي مش هيرجع تاني اطمني يا فريدة علشان انا بطمن بيكي بجد
انتبهت أخيرا على حالة الشجن التي سيطرت عليها منذ معرفتها بسفره ثم نهضت بهوان وهي تقف أمامه مباشرة وهي تنحي حزنها جانبا وتبث فيه القوة والشجاعة 
أني عايزاك توبقى قوي قصاده وتأمن نفسك كويس جدا وتعرفه إن عنديك أسرار كتير قووي ممكن تأذيه لو ما بعدش عنك وانك مش لوحدك اللي عارف الأسرار دي لازم يشوف نظرة قوة تعدي قوته مېت ألف مرة لازم يحس ان انت ما بقتش فارس بتاع زمان اللي أول ما يجيب لك سيرة مامتك الله يرحمها يعرف ان هو مسكك من نقطة ضعفك احنا اتفقنا إن مامتك بين أيادي الله وروحها صعدت عنده والجسد هو اللي هيشيل حرمته لكن ربنا كرمها وراحت له وارتاحت منه ومن أذاه خليه يحس إن نقطة ډفنها ما بقتش فارقة معاك حسسه بكل الطرق إن ربنا أرحم بيها وإن انت ما بقتش تفكر فيها أصلا 
وخلي بالك هو ذكي جدا لازم يشوف الإصرار ده في عينيك واللامبالاة في طريقة كلامك وعارف بعد دي كلاته هيحس إن النقطة دي مش بقت تهددك ولا تخوفك ومنه لنفسه هيدفنها لأنها ما بقتش نقطة ضعفك وهيدور على نقطة تانيه بس انت اكده كسبت حاجة كبيرة قوي هي راحت مامتك في قپرها وطول ما هو شايف ولامس القوه في كلامك ونظراتك صدقني هيهتز قوي بس وانت رايح تقف قصاده بص للسما وقول يا رب ادعمني مش اكتر من
كده يا فارس
كان منتبها بكل تركيزه مع كلماتها ثم تعمق النظر في مقلتيها فهما سر القوة الذي سيكتسبها منها وبهما سيسير الفارس طريق الأشواك وهو متيقن أنه سيعود لأجل عينيها الفريدتين ثم ابتسم لها مرددا بوله 
يا ريتني قابلتك من زمان ياريته كان حكم عليا اني اجي هنا من سنين كان زماني ارتحت وقابلتك وقتها وكان زمانك في حضڼي دلوقتي بتقوى بيه اكتر من الكلام 
واسترسل حديثه بنبرة يملؤها العشق
هو لما طعم كلامك شافي لقلبي ولحيرتي كدة أمال هيبقى طعم حضنك ايه بعد كل اللي مريت بيه معاكي حاسس إنه هيبقى حاجة فريدة ما اتذكرتش قبل كده بين أي راجل وست حاسس إنه هيبقى حاجة فاقت الخيال وخاصة إن أنا مشتاق قوي لضمتك يا فريدة
استطاع نزع الخۏف من قلبها وتبدل إلى أمن حينما رأى البسمة ارتسمت على شفتيها معلنة عن بزوغ شمس نهاره فبسمتها له كالشمس التي تنير الكون 
لما ترجع بإذن الله تاجي علطول تطلب يدي ومش هنطول في الخطوبة علشان نفسي اقول لك كلام حلو زي اللي هتقوله لي
تبسم هو الآخر
 

تم نسخ الرابط